الصواعق المرسلة علي ردود ابن الورقاء المهلهلة

الصواعق المرسلة علي ردود ابن الورقاء المهلهلة

بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله علي نبيه الكريم سيدنا محمد وآله وأصحابه أجمعين وبعد:

كنت في نقاش مع أحد البهائيين في مدونته عن مسألة صلب المسيح عليه السلام و فجأة ظهر ابن الورقاء و أدلي بدلوه في الموضوع و كنت قد قرأت رده المتهافت علي الاخ مسلم موحد حيث حاول ابن الورقاء ان يثبت صلب المسيح وأن يرد علي أدلة أخينا ولكن لم تسعفه هشاشة خرافة الصلب. و كان بودي أن أعلق علي رده ووجدت مداخلته هذه فرصة لي لابين له بعض الاخطاء الفادحة التي وقع فيها.

الي الاستاذ ابن الورقاء أقول وعلي نفسها جنت براقش

أنت تقول “عن ماذا تتحدث الأناجيل؟

الأناجيل الأربعة تؤرخ لحادثة الصلب كما حدثت تاريخياً من قبل مجىء الإسلام بحوالى ستة قرون و التاريخ الإنسانى طوال هذة الفترة لم يسجل اعتراض على حادثة الصلب ولكن كان هناك سؤال مطروح من الذى صلب السيد المسيح هل الرومان ام اليهود ؟ الى ان صرح الفاتيكان فى عصر البابا بولس ان الرومان هم الذين صلبوا المسيح . هذا هو التاريخ”

فأقول أي تاريخ هذا ومن أين استقيت معلوماتك؟؟؟ ولا أدري أتتجاهل الحقائق العلمية أم انك تجهلها

فان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم

أولا الاستشهاد بأي وثيقة في أي أمر مهما كان يستلزم صحة هذه الوثيقة. أن أبسط محاكمة اذا تقدم فيها أحد الشهود وأدلي بشهادته وسأله القاضي أرأيت الحادثة فقال لا, فان شهادته غير مقبوله. وعليه فحين تقول “الاناجيل الاربعة” فنرجوا أن تذكر لنا اسماء “متي ولوقا ومرقص ويوحنا” من هؤلاء النكرات الذين لا يعرف لهم أصل ولا فصل؟؟ وأنا أتحداك أن تذكر اسم أحدهم بالكامل فضلا أن أن تثبت أنه أهل لكتابة كلام الله تعالي. ثانيا لوقا ومرقص لم يريا المسيح عليه السلام قط و لا قابلاه فكيف تقبل شهادتهما في أمر لم يرياه؟؟؟ لو أدليا بشهادتيهما في قضية مرور لردت عليها وبسرعة. فاثنان من هؤلاء الشهود هما شاهد ما شافش حاجة والاثنان الاخران مجهولان. و هذه الاناجيل الاربعة لم يرهاالمسيح عليه السلام و قرأت عليه و لا أملاها فكيف توصف بأنها لانجيل الذي آتاه الله لعيسي عليه السلام؟؟ وكما يقول الدكتور منقذ السقار حفظه الله في كتابه “هل العهد الجديد كلمة الله” “لكن المتفق عليه عند مؤرخي الكنيسة أن الأناجيل الأربعة ورسائل بولس قد أقرت في أواخر القرن الثاني ، وكان أول من ذكر الأناجيل الأربعة المؤرخ أرمينيوس سنة 200م تقريباً ، ثم ذكرها كليمنس اسكندريانوس ودافع عنها واعتبرها واجبة التسليم” فكيف تكون هي الانجيل الذي اعطاه الله للمسيح عليه السلام وكان المسيح يتلوه حق تلاوته و يحكم بين الناس به؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ثم علي أي أساس اختارت الكنيسة هذه الاناجيل دون عشرات الاناجيل الاخري؟ ولماذا لا تكون تلك هي الصحيحة مادام الامر لا يعتمد علي سند الي المسيح عليه السلام وانما علي أهواء اولائك الذين اجتمعوا في مجمع نيقية ؟ و لست من أنا يقول هذا بل العالم الالماني تولستوي في مقدمة إنجيله الخاص الذي وضع فيه ما يعتقد صحته ” لا ندري السر في اختيار الكنيسة هذا العدد من الكتب وتفضيلها إياه على غيره ، واعتباره مقدساً منزلاً دون سواه مع كون جميع الأشخاص الذين كتبوها في نظرها رجال قديسون …. وياليت الكنيسة عند اختيارها لتلك الكتب أوضحت للناس هذا التفضيل …إن الكنيسة أخطأت خطأ لا يغتفر في اختيارها بعض الكتب ورفضها الأخرى واجتهادها … ” فهنيئا لك أنت و النصاري هذه الاناجيل التي تم انتخابها بالقرعة.

ثم أتحفنا ابن الورقاء بمعلومة قيمة لم يسبقه اليها أحد ولا النصاري أنفسهم ألا وهي قوله ” و التاريخ الإنسانى طوال هذة الفترة لم يسجل اعتراض على حادثة الصلب ولكن كان هناك سؤال مطروح من الذى صلب السيد المسيح هل الرومان ام اليهود ؟”

وأنا أقول لو سكت يا ابن الورقاء لكان خيرا لك.

لقد جهل ابن الورقاء أو تجاهل أن الكثير الكثير مما لا يعد كثرة من فرق النصاري كانت تنكر خرافة الصلب وتؤكد أن المسيح عليه السلام لم يصلب ولم يقتل حتي أن فرق النصاري الاخري عدت هذا المعتقد من الهرطقات

“أن قدماء النصارى كثر منهم منكرو صلب المسيح، وقد ذكر المؤرخون النصارى أسماء فرق كثيرة أنكرت الصلب.
وهذه الفرق هي: الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكاليونية والبولسية والماينسية، والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون. وبعض هذه الفرق قريبة العهد بالمسيح، إذ يرجع بعضها للقرن الميلادي الأول ففي كتابه “الأرطقات مع دحضها ” ذكر القديس الفونسوس ماريا دي ليكوري أن من بدع القرن الأول قول فلوري: إن المسيح قوة غير هيولية، وكان يتشح ما شاء من الهيئات، ولذا لما أراد اليهود صلبه؛ أخذ صورة سمعان القروي، وأعطاه صورته، فصلب سمعان، بينما كان يسوع يسخر باليهود، ثم عاد غير منظور، وصعد إلى السماء.
ويبدو أن هذا القول استمر في القرن الثاني، حيث يقول فنتون شارح متى: ” إن إحدى الطوائف الغنوسطية التي عاشت في القرن الثاني قالت بأن سمعان القيرواني قد صلب بدلاً من يسوع”.
وقد استمر إنكار صلب المسيح، فكان من المنكرين الراهب تيودورس (560م) والأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص (610م) وغيرهم.
ولعل أهم هذه الفرق النكرة لصلب المسيح الباسيليديون؛ الذين نقل عنهم سيوس في ” عقيدة المسلمين في بعض مسائل النصرانية ” والمفسر جورج سايل القول بنجاة المسيح، وأن المصلوب هو سمعان القيرواني، وسماه بعضهم سيمون السيرناي، ولعل الاسمين لواحد، وهذه الفرقة كانت تقول أيضاً ببشرية المسيح.
ويقول باسيليوس الباسليدي: ” إن نفس حادثة القيامة المدعى بها بعد الصلب الموهوم هي من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح”.
ولعل هؤلاء هم الذين عناهم جرجي زيدان حين قال: ” الخياليون يقولون: إن المسيح لم يصلب، وإنما صلب رجل آخر مكانه “.


ومن هذه الفرق التي قالت بصلب غير المسيح بدلاً عنه: الكورنثيون والكربوكراتيون والسيرنثيون. يقول جورج سايل: إن السيرنثيين والكربوكراتيين، وهما من أقدم فرق النصارى، قالوا : إن المسيح نفسه لم يصلب ولم يقتل، وإنما صلب واحد من تلاميذه، يشبهه شبهاً تاماً، وهناك الباسيليديون يعتقدون أن شخصاً آخر صلب بدلاً من المسيح.
وثمة فِرق نصرانية قالت بأن المسيح نجا من الصلب، وأنه رفع إلى السماء، ومنهم الروسيتية والمرسيونية والفلنطنيائية. وهذه الفرق الثلاث تعتقد ألوهية المسيح، ويرون القول بصلب المسيح وإهانته لا يلائم البنوة والإلهية.
كما تناقل علماء النصارى ومحققوهم إنكار صلب المسيح في كتبهم، وأهم من قال بذلك الحواري برنابا في إنجيله.
ويقول ارنست دي بوش الألماني في كتابه ” الإسلام: أي النصرانية الحقة ” ما معناه: إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس، ومن شابهه من الذين لم يروا المسيح، لا في أصول النصرانية الأصلية.
ويقول ملمن في كتابه ” تاريخ الديانة النصرانية ” : ” إن تنفيذ الحكم كان وقت الغلس، وإسدال ثوب الظلام، فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم كما اعتقد بعض الطوائف، وصدقهم القرآن “.
وأخيراً نذكر بما ذكرته دائرة المعارف البريطانية في موضوع روايات الصلب حيث جعلتها أوضح مثال للتزوير في الأناجيل.
ومن المنكرين أيضاً صاحب كتاب ” الدم المقدس، وكأس المسيح المقدس ” فقد ذكر في كتابه أن السيد المسيح لم يصلب، وأنه غادر فلسطين، وتزوج مريم المجدلية، وأنهما أنجبا أولاداً، وأنه قد عثر على قبره في جنوب فرنسا، وأن أولاده سيرثون أوربا، ويصبحون ملوكاً عليها.
وذكر أيضاً أن المصلوب هو الخائن يهوذا الأسخريوطي، الذي صلب بدلاً من المسيح المرفوع.
وإذا كان هؤلاء جميعاً من النصارى، يتبين أن لا إجماع عند النصارى على صلب المسيح، فتبطل دعواهم بذلك” (هل افتدانا المسيح علي الصليب للكتور منقذ)

و بالمناسبة فان قول صاحب كتاب “الدم المقدس” يتفق مائة في المائة مع قول بهاء الله في كتاب “نداء رب الجنود” وكذلك في “الكتاب المبين” حيث يقول ” ثمّ اذكر الأيام الّتی فيها اتی الرّوح و حكم عليه هيرودس قد نصر اللّه الرّوح بجنود الغيب و حفظه بالحقّ و ارسله الی ارض اخری وعداً من عنده انّه هو الحاكم علی ما يريد انّ ربّك يحفظ من يشآء لو يكون فی قطب البحر او فی فم الثّعبان او تحت سيوف الظّالمين ” (نداء رب الجنود ص 32) اذا فالمسيح عليه السلام حفظه الله ونقله الي ارض أخري كما يقول بهاء الله نفسه. وقبل أن يبدأ البهائي بممارسة هوايته المفضلة وهي تحريف النصوص ويقول أن حفظ الله للمسيح معناه ان جسد المسيح قتل ولكن شرعه لم يقتل فاني أذكره بما قال بهاء الله في الكتاب الاقدس ” ان الذي يؤول مانزل من سماء الوحي ويخرجه عن الظاهر انه ممن حرف كلمة الله العليا وكان من الاخسرين في كتاب مبين” وان أبي أصر علي التأويل فاليه ما ذكره بهاء الله في نفس الكتاب وهو كتاب نداء رب الجنود حيث يوقول ” اخی لمّا رأی الأمر ارتفع وجد فی نفسه كبراً و غروراً خرج عن خلف الأستار و حارب نفسی و جادل بآياتی و كذّب برهانی و جحد آثاری و ما شبع بطن الحريص الی ان اراد اكل لحمی و شرب دمی يشهد بذلك عباد هاجروا مع اللّه و عباد مقرّبون و شاور فی ذلك احد خدّامی و اغواه علی ذلك اذاً نصرنی اللّه بجنود الغيب و الشّهادة و حفظنی بالحقّ” (نداء رب الجنود ص 5) فان كان حفظ الله للمسيح هو حفظ لرسالته دون شخصه فما معني حفظه لبهاء الله؟ هل معني ذلك ان بهاء الله قتل وحفظت رسالته؟ الجواب كلا! اذا علي أساس يفرق البهائي بين قول الله ان الله حفظ المسيح وان الله حفظه هو؟؟ لماذا حفظ احدهما هو حفظ لرسالته دون شخصه وحفظ الاخر هو حفظ شخصه ورسالته؟؟

واليك هذا الرابط لموقع نصراني وهو يعترف بوجود طوائف في النصرانية كانت تنكر صلب المسيح حتي قبل الاسلام http://www.ortmtlb.org.lb/Massuh/MortdeJesus.htm

واليك ايضا هذا الكلام من موقع نصراني أخر حيث يقول “وتنبئنا المصادر التاريخية أن أسطورة الشبه هذه كما أشار إليها القرآن لم تكن أمراً مستحدثاً، بل سبق لهراطقة المسيحية في القرون الستة الأولى الميلادية أن نادوا بمثل هذه البدعة. فهذه فرقة البازيليديسيين الغنوسية تدّعي أن سمعان القيرواني الذي حمل الصليب عن المسيح عندما أعيا، رضي أن يُصلب عوضاً عن المسيح، فألقى الله عليه شبهه، فصارت هيئته مثل هيئة المسيح وتمَّ صلبه.

وكذلك قال الدوكيتيون إن المسيح لم يُصلب مطلقاً إنما بدا أو تراءى لليهود أنهم صلبوه. والواقع أن اسم الدوكيتيين مشتق من فعل يوناني معناه “يظهر” أو “يتراءى”، وهو رمز لمجمل عقيدتهم في الصلب.

ولم تندثر بدعة عدم صلب المسيح في سياق تاريخ الكنيسة بل ظلت تطل برأسها بين الفينة والفينة بين الأوساط المسيحية على أيدي أفراد أو جماعات متفرقة من دعاة المعرفة. ففي سنة 185 م ادّعت طائفة هرطوقية من نسل كهنة طيبة الذين اعتنقوا المسيحية أنه “حاشا للمسيح أن يُصلب، بل رُفع إلى السماء سالماً”. وفي سنة 370 م ظهرت إحدى الفرق الغنوسية الهرموسية التي أنكرت صلب المسيح وقالت: “إنه لم يُصلب بل شُبه للناظرين أنهم صلبوه”. وفي سنة 520 م فرّ ساويرس أسقف سوريا إلى الإسكندرية فوجد فيها فئة من الفلاسفة يعلّمون أن المسيح لم يُصلب بل شُبه للناس أنهم صلبوه. وفي سنة 560 م أنكر الراهب تيودورس طبيعة المسيح البشرية وبالتالي أنكر صلبه. وفي سنة 610 م شرع الأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص ينادي مدعياً بأن المسيح لم يصلب بل شُبه للناظرين أنهم صلبوه[8] .

ومن جملة الذين نادوا بنظرية الشبيه أيضاً ماني المتنبّئ الفارسي (27 م) فقد ادّعى أن يسوع هو ابن أرملة، وأن الذي صُلب هو ابن أرملة نايين الذي كان المسيح قد أقامه من بين الأموات. ونقرأ في تقليد مَانَوِي آخر أن الشيطان الذي سعى في صلب المسيح وقع في حفرة مؤامرته وصُلب مكانه.

يتضح من هذا العرض التاريخي الموجز أن بدعتي الشبه وإنكار صلب المسيح، قد أخذهما الإسلام عن الهرطقات المسيحية، ولا سيما أن هذه الهرطقات كانت شائعة في عصر ظهور الإسلام، وفي شبه الجزيرة العربية بالذات، بين الفرق الغنوسية التي لم تقم حجتها على الوقائع التاريخية أو المستندات الرسمية، بل كانت وليدة تصورات شخصية تدور في جوهرها حول طبيعة جسد المسيح[9] . بل إننا نجد أن مجمع القسطنطينية الذي انعقد في سنة 381 م قد أرسل المطران غريغوري النيقي لزيارة الكنائس في العربية والقدس التي انفجرت فيها النزاعات وهددتها الانقسامات

واليك الرابط الذي نقلت منه  http://www.light-of-life.com/arb/agospel/

اذا فأين الاجماع الذي زعمته اذا كان النصاري أنفسهم يعترفون أن الكثيرين كانوا ينفون صلب المسيح؟؟؟؟ وكيف يعترف النصاري بأن الكثير منهم كان ينكر الصلب ثم تأتي أنت لتقول أن حادثة الصلب كانت محل اجماع؟ لماذا تكون ملكيا أكثر من الملك؟؟

ثم يقول ابن الورقاء ” إذ نتصفح العهد القديم من التكوين إلى ملاخي نجد الكثير من النبوات عن المسيح وقد سبق وأوضح لنا المسيح أهمية معرفة هذه النبوات التي تحدثت عنه، وأقول اثبت العرش ثم انقش ما تشاء وماكان لكتاب محرف ان يكون دليلا علينا. ولكن من باب التسليم الجدلي و ألزام الخصم بما ألزم به نفسه فاليك هذه النبوؤات من العهد القديم علي أن المسيح لم يصلب

” لماذا ارتجت الأمم، وتفكر الشعوب في الباطل، قام ملوك الأرض، وتآمر الرؤساء معا على الرب، وعلى مسيحه، قائلين: لنقطع قيودها ولنطرح عنا رُبُطهما.


الساكن في السماوات يضحك، الرب يستهزئ بهم، حينئذ يتكلم عليهم بغضبه، ويرجفهم بغيظه ” ( المزمور 2/1 – 5 ). فلماذا كان يضحك الرب هل لان مسيحه قتل؟؟؟ و أنا لا أستبعد أية اجابة سفسطائية من بهائي وعليه فسأترك الاجابة للعهد القديم الذي يعلل ضحك الرب قائلا ” “الشرير يتفكر ضد الصدّيق، ويحرق عليه أسنانه، الرب يضحك به، لأنه رأى أن يومه آت، الأشرار قد سلّوا السيف، ومدوا قوسهم لرمي المسكين والفقير، لقتل المستقيمِ طريقُهم، سيفهم يدخل في قلبهم، وقسيّهم تنكسر” (المزمور 37/12-15)، لقد ضحك لفشل المؤامرة، وعودها على أصحابها، فقد وقعوا في الحفرة التي حفروها للمسيح الذي نجاه الله.

” يا رب، إلهي عليك توكلت، خلصني من كل الذين يطردونني، ونجني لئلا يفترس كأسد نفسي، هاشماً إياها، ولا منقذ.
يا رب، إلهي، إن كنت قد فعلت هذا، إن وجد ظلم في يدي، إن كافأت مسالمي شراً، وسلبت مضايقي بلا سبب، فليطارد عدو نفسي، وليدركها، وليدس إلى الأرض حياتي، وليحط إلى التراب مجدي، سلاه.
قم يا رب بغضبك، ارتفع على سخط مضايقي، وانتبه لي. بالحق أوحيت، ومجمع القبائل يحيط بك، فعد فوقها إلى العلا، الرب يدين الشعوب، اقض لي يا رب كحقي، ومثل كمالي الذي فيّ، لينته شر الأشرار، وثبت الصديق، فإن فاحص القلوب والكلى: الله البار، ترسي عند الله مخلص مستقيمي القلوب.


الله قاض عادل، وإله يسخط كل يوم، إن لم يرجع يحدد سيفه: مد قوسه وهيأها، وسدد نحوه آلة الموت، يجعل سهامه ملتهبة.هو ذا يمخض بالإثم، حمل تعباً، وولد كذباً، كرى جُبّاً حفره، فسقط في الهوة التي صنع، يرجع تعبه على رأسه، وعلى هامته يهبط ظلمه. أحمد الرب حسب بره، وأرنم لاسم الرب العلي” (المزمور 7/1-17 ) .
جاء في كتاب ” دراسات في المزامير ” لفخري عطية: ” واضح أنه من مزامير البقية، إذ يشير إلى زمن ضد المسيح، وفيه نسمع صوت البقية، ومرة أخرى نجد روح المسيح ينطق على فم داود بالأقوال التي تعبر عن مشاعر تلك البقية المتألمة، في أيام الضيق العظيمة “.
والربط واضح وبيّن بين دعاء المزمور المستقبلي ” يا رب، إلهي، عليك توكلت، خلصني من كل الذين يطردونني ونجني…. ” وبين دعاء المسيح ليلة أن جاءوا للقبض عليه “إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس”.
ثم يطلب الداعي من الله عوناً؛ أن يرفعه إلى فوق، في لحظة ضيقه ” فعد فوقها إلى العلا “، ويشير إلى حصول ذلك في لحظة الإحاطة به ” ومجمع القبائل – يحيط بك، فعد فوقها إلى العلا “.
ثم يذكر المزمور بأن الله ” قاض عادل ” فهل من العدل أن يصلب المسيح أم يهوذا ؟
ثم يدعو الله أن يثبت الصديق، وأن ينتهي شر الأشرار، ويؤكد لجوءه إلى الله، مخلص القلوب المستقيمة.
ثم يتحدث المزمور عن خيانة يهوذا. وقد جاء ” مد قوسه وهيأها، وسدد نحوه آلة الموت ” (القُبلة الآثمة) ” ويجعل سهامه ملتهبة “.
ولكن حصل أمر عظيم، لقد انقلب السحر على الساحر، ” هو ذا يمخض بالإثم، حمل تعباً، وولد كذباً، كَرَى جُبّاً، حفره فسقط في الهوة التي صنع، يرجع تعبه على رأسه، وعلى هامته يهبط ظلمه ” لقد ذاق يهوذا ما كان حفره لسيده المسيح، ونجا المسيح في مجمع القبائل إلى العلا.
لقد تحقق فيه قانون الله في الخائنين ” من يحفر حفرة يسقط فيها، ومن يدحرج حجراً يرجع عليه” (الأمثال 26/27)، وفي موضع آخر “الشرير تأخذه آثامه، وبحبال خطيته يمسك، إنه يموت من عدم الأدب، وبفرط حمقه يتهور” (الأمثال 5/22-23)، وفي سفر الجامعة “من يحفر هوة يقع فيها، ومن ينقض جداراً تلدغه حية” (الجامعة 10/8).
وهذا ما أسفر عنه المزمور التاسع بوضوح حين قال: ” لأنك أقمت حقي ودعواي، جلست على الكرسي قاضياً عادلاً، انتهرت الأمم، أهلكت الشرير.. تورطت الأمم في الحفرة التي عملوها، في الشبكة التي أخفوها انتشبت أرجلهم، معروف هو الرب قضاءً أمضى: الشرير يعلق بعمل يده ” ( المزمور 9/4 – 16)، فهل تراه علق يهوذا بشرِّ يديه أم نجا من قانون الله وقضائه، وأفلت من الشبكة التي نصبها للمسيح؟
ثم ينتهي المزمور بحمد الله على هذه العاقبة ” أحمد الرب حسب بره، وأرنم لاسم الرب العلي ” وهكذا نرى في هذا المزمور صورة واضحة لما حصل في ذلك اليوم، حيث نجى الله عز وجل نبيه، وأهلك يهوذا.

واليك هذه النبوؤة الاخري ” “طوبى للذي ينظر إلى المسكين، في يوم الشر ينجيه الرب، الرب يحفظه ويحييه، يغتبط في الأرض، ولا يسلمه إلى مرام أعدائه، الرب يعضده وهو على فراش الضعف” (المزمور 41/1-3).” فالله تعالي لا يسلم مسيحه الي أيدي أعدائه

فهذا هو العهد القديم المحرف الذي تستشهد به ومع ذلك ففيه ما ينسف قولك

ثم بعد ذلك بدأ ابن الورقاء يدلس علي القرءان الكريم و يحرف معانيه كماهي عادة البهائية فرسان التحريف

يضيف ابن الورقاء قائلا:

” وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {آل عمران/169}
هذه الآية الكريمة تنفي صفة الموت عن الشهداء كما نفت الآية 157 من سورة النساء صفة القتل و الصلب عن عيسى عليه السلام.


وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ {البقرة/154}
هذه الآية 154 من سورة البقرة تنفي الموت عن كل من يقتل في سبيل الله و تؤكد أن لهم الحياة الأبدية و إن كان هذا حال الشهداء في النص القرآني فما بالنا بحال كلمة الله روح الله عيسى عليه السلام
وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا {مريم/33} ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ {مريم/34}
و عد الله في سورة مريم بظهورين لعيسى عليه السلام ظهوره الأول بين اليهود و ظهوره الثاني يوم القيامة و الآية تؤكد موت المسيح مع بقاء حقيقته الأزلية التي يبعثها الله في ظهور جديد
يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا {مريم/12} وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا {مريم/13} وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا {مريم/14} وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا {مريم/15}
الآيات الكريمة تتحدث عن يوحنا المعمدان يحيى ابن زكريا عليه السلام المبشر بظهور عيسى عليه السلام و قد أجمعت المصادر المسيحية و الإسلامية أنه استشهد على يد اليهود و نلاحظ التطابق الواضح بين آية 15 من سورة مريم المتعلقة بيحيى و الآية 33 من نفس السورة المتعلقة بالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام. إذن الاستشهاد كان مصير كل منهما.
و الآية الكريمة تؤكد حقيقة بعث يوحنا المعمدان و رجعته مثل رجعة عيسى عليه السلام التي وردت في الكتاب المقدس.
وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ {آل عمران/54} إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {آل عمران/55}
الآية الكريمة تؤكد أن الله خذل الماكرين و كتب النصر لعيسى عليه السلام و أنه متوفيه و رافعه إلى سماء المشيئة الإلهية التي جاء منها و أن الله تعالى قد نصر دعوته و نفى عنه كل الشبهات و الافتراءات و أنه سيحكم بين الأمم يوم القيامة فيما اختلفوا فيه.
لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ {المائدة/70}

القرآن الكريم يؤكد على أن المرسلين في بني إسرائيل كانوا فريقين فريق قتل و فريق كذب و هذا يرجح أن يكون عيسى عليه السلام ممن قتلوا كما هو الحال بالنسبة ليحيى ابن زكريا”

أولا نفي الموت عن الشهداء لا دلالة فيه لان الله سبحانه وتعالي أثبت أن بعض الانبياء قد قتلوا و هم شهداء قطعا ومع ذلك قتلوا وذكر الله قتلهم وأن بقتلهم لم تقتل كلمة الله ثم ان كل الانبياء بل كل ذي روح هم من روح الله لان الله نفخ فيه من روحه. وانما نسبة المسيح الي الله بأنه كلمة الله انماهي نسبة تشريف فكلنا كلمة الله كما نسب الله لنفسه البيت الحرام فقال بيت الله مع أن كل بيت هو لله و كمانسب لنفسه ناقة صالح فقال ناقة الله مع أن كل ناقة هي ناقة الله فاذا هذه النسبة هي للتشريف وليست للاختصاص . فلو أن الامر كما ذكرت فلماذا لم يقل الله تعالي أن المسيح قتل كما قتل غيره من الانبياء؟؟ فلو كان المقصود بقوله “وما قتلوه ” أي ماقتلوا شريعته فماالمقصود اذا بقوله تعالي “فريقا كذبتم وفريقا تقتلون”؟؟؟؟؟ هل قتلت شرائعهم ؟ هل قتلت كلمات الله التي نزلت اليهم؟؟ الجواب كلا. اذا لماذا فرق الله بين المسيح و بين اولئك الانبياء الذين تم قتلهم مادامت النتيجة واحدة وهي أن جميعهم قتل و سفكت دمائهم ولكن روح الله قطعا لم يقتل وأمره لم يغلب كما قال تعالي كتب الله لاغلبن أنا ورسلي ؟؟؟؟ فلما قال الله تعالي أن اؤلئك قتلوا وأن المسيح لم يقتل فهو حقيقة علي معناه ولا يحرفه الا من لا تعرف حمرة الخجل الي وجهه طريقا.

ثم من أين جئت بقولك “رافعه الي سماء المشية”؟؟؟؟ أين القرينة؟؟ ألم تقل أن الكلام لا يصرف عن ظاهره الا بقرينة ؟ فأين قرينتك؟ ووالله وبالله وتالله لن تجد. ثم كيف تقول ان “وفاة المسيح” ترجح أنه مات علي الصليب؟ حتي ولو سلمت معك جدلا أن الوفاة هنا بمعني الموت فهذا لا يستلزم بحال أن يكون موتا علي الصليب اذا قد يكون مات علي فراشة كما نقول توفي فلان ولا يلزم أنه صلب. اذا فاستشهادك محتمل وجها آخر والدليل اذا تطرق اليه الاحتمال بطل به الاستدلال.

يضيف ابن الورقاء قائلا” الآية الكريمة تؤكد أن عيسى عليه السلام الكلمة كتبت له السلطنة الأبدية في الدنيا و الآخرة و تشير الآية 46 من آل عمران إلى أن عيسى عليه السلام يكلم الناس في المهد أي في مهد رسالته و في مجيئه الأول و من المعلوم أن واقعة الصلب قد تمت و عيسى عليه السلام كان لا يزال شاباً فكيف يكلم الناس و هو كهل فالمراد هنا ظهوره الثاني و هذا قد تحقق فعلا بظهور حضرة بهاء الله الذي أعلن دعوته سنة1863م و هو كهل في سن 46.”

وأقول من بأي كتاب أم بأية سنة جئت بكلمة “مهد رسالته” أم هو التحريف الذي هم سمة البهائي أين ما حل وارتحل؟؟؟ ثم أين القرينة السياقية التي تدل علي أنه مهد الطفولة وليس مهد الرسالة. فقوله ويكلم الناس في المهد وكهلا تدل علي بمفهوم المقابلة أن المهد هو مرحلة من العمر وليست من الرسالة وأنت نفسك اعترفت ضمنيا بذلك حينما قلت أن”كهلا” تشير الي عمر بهاء الله 48 سنة اذا فعلي أي أساس جعلت “المهد” مهدا مجازيا يقصد به مهد الرسالة “وكهلا” تركتها علي حقيقتها و أولتها بأنها عمر بهاء الله الذي بدأ به دعوته؟؟؟ ام هو التحريف فقط؟

ثم أن هذه الاية تنسف خرافة الصلب من أساسها وتنسف معها تأويلات البهائيين المتهافتة وهي أن كلام المسيح في الكهولة دليل علي أنه سينجو من الموت وسيكلم الناس في كهولته. و هذه بشارة لامه مريم عليها السلام فمن المعروف أن كلامه في المهد هو معجزة لان الناس لم يعهدوا ذلك ولكن ما الاعجاز في كلامه في الكهوله فكل الكهول يتكلمون بل لعل بعض ثرثار ؟ وهنا يأتي الجواب أن كلام المسيح في الكهولة هو عودته الثانية و لوكانت هذه العودة هي ظهور بهاء الله فما وجه البشارة لمريم أن يقال لها ابنك يستكلم في المهد ولكن شخصا أخر وهو حسين علي النوري المازندراني الذي لا تعرفه مريم ولم تسمع عنه هو من سيكلم الناس في الكهولة. بالله عليكم أهذا كلام يخرج من عاقل؟؟؟؟

ثم يقول ابن الورقاء ” اختلاف المصادر الإسلامية في موضوع الصلب و تضارب الروايات حول شُبه لهم”

وأدرج تحت هذا العنوان عدة روايات تتحدث عن تفاصيل نجاة المسيح و الاختلافات في ذلك و بذكائه الحاد توصل الي النتيجة التالية ” ملاحظات هامة على تضارب الروايات و تفسير شبه لهم
و السؤال من نصدق من هؤلاء الرواة؟ وماذا نصدق من تلك الروايات؟؟ هل الذي وقع عليه شبه المسيح فصلب عوضا عنه هو: سرجس؟ أم يهوذا؟ أم الحارس؟ أم طيطاوس اليهودي أم إنسان آخر؟ أم من؟؟؟؟ ونحن نعلم جيدا القاعدة القانونية التي تقول أنه إذا تضاربت أقوال الشهود كان ذلك برهانا على بطلان الادعاء أساساً!!!”

فأقول وبالله التوفيق أولا ان الاختلاف المذكور هو من صلب بدلا عن المسيح عليه السلام أي ان الاجماع منعقد علي نجاة المسيح وانما السؤال هو من الذي صلب بدلا عنه. فاذا كان الاختلاف يثير الشك فهو يثير الشك حول من صلب بدل المسيح وليس هل صلب المسيح أم لم يصلب اذ ان هذا أمر مفروغ منه. ثم ماذا لو أجمعوا علي أن المصلوب هو يهوذا مثلا هل كان ابن الورقاء أو غيره من البهائيين سيقبلون؟؟ الجواب كلا . لان الاجماع منعقد علي عدم صلب المسيح و علي ختمية النبي صلي الله عليه وسلم للرسل وعلي أن القيامة يوم يجمع الله فيه الاولين والاخرين الي غير ذلك ومع ذلك نري ابن الورقاء و غيره من البهائيين لا يقيمون لهذا الاجماع وزنا فما وجه احتجاجهم اذا بالاختلاف في أمر فرعي هو من صلب بدل المسيح و يتركون الاجماع المنعقد علي ان المسيح نفسه لم يصلب قط؟؟؟؟ الجواب في قوله تعالي ” بل هم قوم خصمون”

ثم يقول ” ونحن نعلم جيدا القاعدة القانونية التي تقول أنه إذا تضاربت أقوال الشهود كان ذلك برهانا على بطلان الادعاء أساساً!!!” و هذه حفرة حفرها لنفسه دون أن يشعر ونحن نلزمه باختلاف النصاري أنفسهم كما تقدم معنا فقد اعترف النصاري ان الكثير منهم لم يكن يعتقد بصلب المسيح و اختلفوا في ذلك أشد الاختلاف كما قال تعالي “وان الذين أختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم الا اتباع الظن وماقتلوه يقينا بل رفعه الله اليه” . ثانيا ما رأيه في تناقضات الاناجيل الاربعة في مسألة الصلب؟ هل سيطبق عليها قاعدته التي قررها؟ أم أنه سيتخلي عنها؟ فالاناجيل الاربعة متناقضة متناطحة في مسالة الصلب فللنظر اذا الا بعض تناقضات العهد الجديد في مسألة الصلب.

“هل ذهب رؤساء الكهنة للقبض على المسيح؟
مَن الذي ذهب للقبض على يسوع ؟ يقول متى: ” جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب ” ( متى 26/52 )، وزاد مرقس بأن ذكر من الجمع الكتبةَ والشيوخ (انظر مرقس 14/43 )، وذكر يوحنا أن الآتين هم جند الرومان وخدم من عند رؤساءَ الكهنة (انظر يوحنا 18/3 ) ولم يذكر أي من الثلاثة مجيء رؤساء الكهنة.


ولكن لوقا ذكر أن رؤساء الكهنة جاءوا بأنفسهم للقبض على المسيح إذ يقول: ” قال يسوع لرؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل والشيوخ المقبلين عليه ” ( لوقا 22/52 ). فالتناقض بين لوقا والباقين ظاهر.

متى حوكم المسيح؟


وتذكر الأناجيل محاكمة المسيح، ويجعلها لوقا صباح الليلة التي قبض عليه فيها فيقول: ” ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب رؤساء الكهنة والكتبة، وأَصعدوه إلى مجمعهم قائلين: إن كنت أنت المسيح فقل لنا؟ ” ( لوقا 22/66 – 67 ).
لكن الثلاثة يجعلون المحاكمة في ليلة القبض عليه فيقول مرقس: ” فمضوا بيسوع إلى رئيس الكهنة، فاجتمع معه جميع رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة…..” ( مرقس 14/53 ) ( وانظر: متى 26/57، ويوحنا 18/3 ).

نهاية يهوذا


يتحدث العهد الجديد عن نهايتين مختلفتين للتلميذ الخائن يهوذا الأسخريوطي الذي خان المسيح وسعى في الدلالة عليه مقابل ثلاثين درهماً من الفضة، فيقول متى: “فأوثقوه ومضوا به، ودفعوه إلى بيلاطس البنطي الوالي، حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم وردّ الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ، قائلاً: قد أخطأت، إذ سلمت دماً بريئاً. فقالوا: ماذا علينا.أنت أبصر. فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه. فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا: لا يحل أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم. فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء. لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم إلى هذا اليوم”. (متى 27/2-5)
ولكن سفر أعمال الرسل يحكي نهاية أخرى ليهوذا وردت في سياق خطبة بطرس، حيث قال: “أيها الرجال الأخوة، كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلاً للذين قبضوا على يسوع. إذ كان معدوداً بيننا، وصار له نصيب في هذه الخدمة. فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم، وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط، فانسكبت أحشاؤه كلها. وصار ذلك معلوماً عند جميع سكان أورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما أي حقل دم”. (أعمال 1/16-20).
فقد اختلف النصان في جملة من الأمور:
– كيفية موت يهوذا، فإما أن يكون قد خنق نفسه ومات” ثم مضى وخنق نفسه”، وإما أن يكون قد مات بسقوطه، حيث انشقت بطنه وانسكبت أحشاؤه فمات ” وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها “، ولا يمكن أن يموت يهوذا مرتين، كما لا يمكن أن يكون قد مات بالطريقتين معاً.
– من الذي اشترى الحقل، هل هو يهوذا ” فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم”، أم الكهنة الذين أخذوا منه المال. ” فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري “.
– هل مات يهوذا نادما ً” لما رأى يهوذا الذي أسلمه نه قد دين ندم…قد أخطأت، إذ سلمت دماً بريئاً” أم معاقباً بذنبه كما يظهر من كلام بطرس.
– هل رد يهوذا المال للكهنة ” وردّ الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ ” أم أخذه واشترى به حقلاً ” فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم “.
– هل كان موت يهوذا قبل صلب المسيح وبعد المحاكمة ” ودفعوه إلى بيلاطس البنطي الوالي، حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم… فطرح الفضة في الهيكل وانصرف ثم مضى وخنق نفسه ” أم أن ذلك كان فيما بعد، حيث مضى واشترى حقلاً ثم مات في وقت الله أعلم متى كان.

ما موقف المصلوبين من جارهما على الصليب؟


وتتحدث الأناجيل عن تعليق المسيح على الصليب، وأنه صلب بين لصين أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، ويذكر متى ومرقس أن اللصين استهزءا بالمسيح، يقول متى:” بذلك أيضاً كان اللصّان اللذان صلبا معه يعيّرانه”(متى 27/44، ومثله في مرقس 15/32).
بينما ذكر لوقا بأن أحدهما استهزء به، بينما انتهر الآخر، يقول لوقا: ” وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلاً: إن كنت أنت المسيح فخلّص نفسك وإيانا. فأجاب الآخر وانتهره قائلاً: أولا تخاف الله،.. فقال له يسوع: الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس” ( لوقا 23/39 – 43

آخر ما قاله المصلوب قبل موته


أما اللحظات الأخيرة في حياة المسيح فتذكرها الأناجيل، وتختلف في وصف المسيح حينذاك، فيصور متى ومرقس حاله حال اليائس القانط يقول ويصرخ: ” إلهي إلهي لماذا تركتني ” ثم يُسلم الروح ( متى 27/46 – 50 ومرقس 15/34 – 37 ).
وأما لوقا فيرى أن هذه النهاية لا تليق بالمسيح، فيصوره بحال القوي الراضي بقضاء الله حيث قال: ” يا أبتاه في يديك أستودع روحي ” ( لوقا 23/46 ).
وتتحدث الأناجيل الأربع عن قيامة المسيح بعد دفنه، وتمتلىء قصص القيامة في الأناجيل بالمتناقضات التي تجعل من هذه القصة أضعف قصص الأناجيل.

هل أسرت الزائرات الخبر أم أشاعته؟
ويتناقض مرقس مع لوقا في مسألة: هل أخبرت النساء أحداً بما رأين أم لا ؟ فمرقس يقول: ” ولم يقلن لأحد شيئاً، لأنهن كن خائفات ” ( مرقس 16/8 )، ولوقا يقول: ” ورجعن من القبر، وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله ” ( لوقا 24/9 ).” (هل افتدانا المسيح علي الصيب للدكتور منقذ)

والقائمة تطول فهلا شككت أيضا في الصلب لان الكتبة المجهولين للعهد الجديد تناقضوا؟ أم التناقض يكون ذا معني فقط اذا اختف المفسرون أعيد وأكرر المفسرون وليس كلام الله كما في الكتاب المقدس في من صلب بدل المسيح؟؟؟ أعتقد أن هذا من التناقضات الكثيرة التي ينام البهائي وهو متسربل بها. فهل يملك ابن الورفاء أو غيره من البهائيين الشجاعة العلمية لتطبيق هذه القاعدة القانونية التي أتحفنا بها وهي أن التناقض معناه كذب الخبر؟؟

نأتي الان الي مفترياته علي المفسرين و كيف كذب عليهم و نسب اليهم ما لايقولون به

زعم ابن الورقاء أن الامام الرازي كان يقول بصلب المسيح عليه السلام ولعل ابن الورقاء كان ينقل من بعض جهلة النصاري الذين هم فرسان التدليس و الكذب وبتر النصوص و الامام الرازي أنما كان ينقل أقوال الناس المختلفة وكان يورد ما استشهدوا به و العجيب ان الامام الرازي نفسه قام بالرد علي هذه الشبه وتفنيدها و منها الشبهة الواهية التي ذكرها ابن الورقاء و يذكرها غيره من البهائيين الذين لم يفتحوا كتابا قط وانما ينقلون كل غث وسمين وجدوه عند أخوانهم عباد الصليب. وأنقل اليكم الان كلام الرازي بالحرف و انظروا مدي التدليس الذي قام به الورقاء فيما نسبه الي الرازي رحمه الله .

(فكيفما كان ففي إلقاء شبهه على الغير إشكالات:

الإشكال الأول: إنا لو جوزنا إلقاء شبه إنسان على إنسان آخر لزم السفسطة ، فإني إذا رأيت ولدي ثم رأيته ثانياً فحينئذ أجوز أن يكون هذا الذي رأيته ثانياً ليس بولدي بل هو إنسان ألقي شبهه عليه وحينئذ يرتفع الأمان على المحسوسات ، وأيضاً فالصحابة الذين رأوا محمداً صلى الله عليه وسلم يأمرهم وينهاهم وجب أن لا يعرفوا أنه محمد لاحتمال أنه ألقي شبهه على غيره وذلك يفضي إلى سقوط الشرائع ، وأيضاً فمدار الأمر في الأخبار المتواترة على أن يكون المخبر الأول إنما أخبر عن المحسوس ، فإذا جاز وقوع الغلط في المبصرات كان سقوط خبر المتواتر أولى وبالجملة ففتح هذا الباب أوله سفسطة وآخره إبطال النبوات بالكلية .

والإشكال الثاني : وهو أن الله تعالى كان قد أمر جبريل عليه السلام بأن يكون معه في أكثر الأحوال ، هكذا قاله المفسرون في تفسير قوله { إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ } [المائدة: 110] ثم إن طرف جناح واحد من أجنحة جبريل عليه السلام كان يكفي العالم من البشر فكيف لم يكف في منع أولئك اليهود عنه ؟ وأيضاً أنه عليه السلام لما كان قادراً على إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، فكيف لم يقدر على إماتة أولئك اليهود الذين قصدوه بالسوء وعلى إسقامهم وإلقاء الزمانة والفلج عليهم حتى يصيروا عاجزين عن التعرض له ؟

والإشكال الثالث : إنه تعالى كان قادراً على تخليصه من أولئك الأعداء بأن يرفعه إلى السماء فما الفائدة في إلقاء شبهه على غيره ، وهل فيه إلا إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه ؟

والإشكال الرابع : أنه إذا ألقى شبهه على غيره ثم إنه رفع بعد ذلك إلى السماء فالقوم اعتقدوا فيه أنه هو عيسى مع أنه ما كان عيسى ، فهذا كان إلقاء لهم في الجهل والتلبيس ، وهذا لا يليق بحكمة الله تعالى .

والإشكال الخامس : أن النصارى على كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة محبتهم للمسيح عليه السلام ، وغلوهم في أمره أخبروا أنهم شاهدوه مقتولاً مصلوباً ، فلو أنكرنا ذلك كان طعناً فيما ثبت بالتواتر ، والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم ، ونبوّة عيسى ، بل في وجودهما ، ووجود سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وكل ذلك باطل .

والإشكال السادس : أنه ثبت بالتواتر أن المصلوب بقي حياً زماناً طويلاً ، فلو لم يكن ذلك عيسى بل كان غيره لأظهر الجزع ، ولقال : إني لست بعيسى بل إنما أنا غيره ، ولبالغ في تعريف هذا المعنى ، ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الخلق هذا المعنى ، فلما لم يوجد شيء من هذا علمنا أن ليس الأمر على ما ذكرتم .

فهذا جملة ما في الموضع من السؤالات :

والجواب عن الأول : أن كل من أثبت القادر المختار ، سلم أنه تعالى قادر على أن يخلق إنساناً آخر على صورة زيد مثلاً ، ثم إن هذا التصوير لا يوجب الشك المذكور ، فكذا القول فيما ذكرتم .

والجواب عن الثاني : أن جبريل عليه السلام لو دفع الأعداء عنه أو أقدر الله تعالى عيسى عليه السلام على دفع الأعداء عن نفسه لبلغت معجزته إلى حد الإلجاء ، وذلك غير جائز .

وهذا هو الجواب عن الإشكال الثالث : فإنه تعالى لو رفعه إلى السماء وما ألقي شبهه على الغير لبلغت تلك المعجزة إلى حد الإلجاء .

والجواب عن الرابع : أن تلامذة عيسى كانوا حاضرين، وكانوا عالمين بكيفية الواقعة ، وهم كانوا يزيلون ذلك التلبيس .

والجواب عن الخامس : أن الحاضرين في ذلك الوقت كانوا قليلين ودخول الشبهة على الجمع القليل جائز والتواتر إذا انتهى في آخر الأمر إلى الجمع القليل لم يكن مفيداً للعلم .

والجواب عن السادس : إن بتقدير أن يكون الذي ألقي شبه عيسى عليه السلام عليه كان مسلماً وقبل ذلك عن عيسى جائز أن يسكت عن تعريف حقيقة الحال في تلك الواقعة، وبالجملة فالأسئلة التي ذكروها أمور تتطرق الاحتمالات إليها من بعض الوجوه، ولما ثبت بالمعجز القاطع صدق محمد صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر عنه امتنع صيرورة هذه الأسئلة المحتملة معارضة للنص القاطع، والله ولي الهداية ) انتهي كلامه رحمه الله

فهل لاحظت كيف أنه رد علي هذه الشبه وفندها ومع ذلك يأتيك أعمي البصر والبصيرة وينقل ما أورده الرازي من كلام الفرق و لا ينقل ردود الرازي علي هذه الفرق. فسبحان الله العظيم وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم اذا قال “اذا لم تستحي فاصنع ما شئت”.

أما زعمه عن الامام البيضاوي رحمه الله فهو تماما كزعمه عن الامام الرازي حيث أن البيضاوي كان ينقل أقول الفرق النصرانية المختلفة في مسألة صلب المسيح فجاء الجاهلون الافاكون ونسبوا اليه هو الاقوال التي كان ينقلها ونجد ذلك جليا بمجرد العودة الي كتابه “انوار التنزيل واسرار التأويل ” المجلد الثالث الصفحة 157 حيث يقول (وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ } في شأن عيسى عليه الصلاة والسلام ،فإنه لما وقعت تلك الواقعة اختلف الناس فقال بعض اليهود: إنه كان كذباً فقتلناه حقاً، وتردد آخرون فقال بعضهم: إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا، وقال بعضهم: الوجه وجه عيسى والبدن بدن صاحبنا، وقال من سمع منه أن الله سبحانه وتعالى يرفعني إلى السماء: أنه رفع إلى السماء. وقال قوم: صلب الناسوت وصعد اللاهوت(. فهل عمي بصرك يا ابن الورقاء عن قوله “وقام قوم”؟ أم أنك لم تفتح الكتاب قط وانما نقلت من بعض عباد الثالوث؟؟؟؟

ثم ما لبث أن تناقض ابن الورقاء مع نفسه حيث نقل قولا للبيضاوي مفاده”إذ يقول الإمام البيضاوي أيضا: “مميتك عن الشهوات العائقة عن العروج إلى عالم الملكوت”” وهذا ينقض ما ذكره عنه سابقا من أنه يعتقد صلب المسيح. اذا لو كان البيضاوي يعتقد صلب المسيح لفسر الوفاة هنا بأنها موت علي الصليب لوم يقل بأنه موت عن الشهوات. و زاد من تناقضاته فنقل عن البيضاوي “قال البيضاوي: “أي مستوفي أجلك … وعاصما إياك من قتلهم” فهل من يقول بهذا القول يعتقد بصلب الناسوت و صعود اللاهوت كما يعتقد جهال عبدة الصلبان؟؟؟ و لا يزال المرء يكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذابا.

ثم نقل عن ابن كثير ما يتوهم منه أنه هو الاخر يعتقد بصلب المسيح وهاذا من الكذب الممجوج فابن كثير نقل الكثير الكثير من أقوال مختلف طوائف النصاري أما عقيدته هو فقد أوضحها في قوله “وَقَدْ أَوْضَحَ اللَّه الْأَمْر وَجَلَّاهُ وَبَيَّنَهُ وَأَظْهَرَهُ فِي الْقُرْآن الْعَظِيم الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى رَسُوله الْكَرِيم الْمُؤَيَّد بِالْمُعْجِزَاتِ وَالْبَيِّنَات وَالدَّلَائِل الْوَاضِحَات فَقَالَ تَعَالَى وَهُوَ أَصْدَق الْقَائِلِينَ وَرَبّ الْعَالَمِينَ الْمُطَّلِع عَلَى السَّرَائِر وَالضَّمَائِر الَّذِي يَعْلَم السِّرّ فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض الْعَالِم بِمَا كَانَ وَمَا يَكُون وَمَا لَمْ يَكُنْ لَوْ كَانَ كَيْف يَكُون وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ أَيْ رَأَوْا شَبَهه فَظَنُّوهُ إِيَّاهُ وَلِهَذَا قَالَ ” وَإِنَّ الَّذِينَ اِخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْم إِلَّا اِتِّبَاع الظَّنّ ” يَعْنِي بِذَلِكَ مَنْ اِدَّعَى أَنَّهُ قَتَلَهُ مِنْ الْيَهُود وَمَنْ سَلَّمَهُ إِلَيْهِمْ مِنْ جُهَّال النَّصَارَى كُلّهمْ فِي شَكّ مِنْ ذَلِكَ وَحَيْرَة وَضَلَال وَسُعُر وَلِهَذَا قَالَ : وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا أَيْ وَمَا قَتَلُوهُ مُتَيَقِّنِينَ أَنَّهُ هُوَ بَلْ شَاكِّينَ مُتَوَهِّمِينَ .”

اما ما زعمته من طلب القرينة فأقول البهائي هو أخر من يطلب القرينة السياقية لان دينهم كله قائم علي التأويلات الباطنية الملحدة لكتاب الله و أضرب لكم مثالا بسيطا بقولهم ” يؤتكم كفلين من رحمته” قالوا الباب والبهاء. وقوله تعالي يا أبت اني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين قال هو الحسين و علي و فاطمة والا ئمة العصومين أفمن يعتقد بمثل هذا يسأل عن قرينة؟؟ فهل من يفسر هذه التفسيرات الملحدة لكتاب الله له الحق ان يسأل عن قرينة؟؟ ثم أن القرينة في السياق القرءاني و هي قوله تعالي “وماقتلوه يقينا” اذا جمعتها مع قوله تعالي “اني متفويك” يتبين لك معني الوفاة. و القرءان يصدق بعضه بعضا و ليس بالضرورة ان تتبع الاية الاية حتي تصدقها فقوله تعالي “وماقتلوه وماصلبوه” مصدق لقوله “اني متوفيك” و علي ضوئه تفهم الاية.

ثم ان البهائيين متناقضون تناقضا عجيبا غريبا كعادتهم في مسالة صلب المسيح و تفصيله كما يلي: البهائييون يعتقدون بصلب المسيح كما لا يخفي وانه قتل علي الصليب خلافا للقرءان الكريم. ولكن ايمان البهائيين بكتاب النصاري يلزمهم أيضا بأن يؤمنوا أن المسيح عليه السلام قد قام من الموت في اليوم الثالث كما يقول الكتاب (المقدس) علما أن البهائيين لا يؤمنون بالمعاد الجسماني علي عادة الملاحدة. و قد احتار البهائييون كيف يفسرون نصوص الكتاب المقدس المتعلقة بقيامة المسيح من الموت. فهذا عبد البهاء يقول في مفاوضاته ان قيامة المسيح من الموت هي قيامة أمره أمره من الموت فيقول “، لهذا نقول أنّ قيام المسيح عبارة عن اضطّراب الحواريّين وحيرتهم بعد شهادة حضرته وقد خفيت واستترت حقيقة المسيح التّي هي عبارة عن التعاليم والفيوضات والكمالات والقوّة الرّوحانيّة المسيحيّة مدة يومين أو ثلاثة بعد استشهاد حضرته، ولم يكن لها جلوة ولا ظهور بل كانت في حكم المفقود، لأنّ المؤمنين كانوا أنفساً معدودة وكانوا أيضاً مضطربين حائرين، فبقي أمر حضرة روح

الله كجسمٍ لا روح فيه” (المفاوضات ص 65) و يواصل عبد البهاء فيقول “، يعني أنّ أمر المسيح كان كجسم بلا روح فدخلته الحياة وأحاط به فيض روح القدس، هذا هو معنى قيام المسيح وقد كان قياماً حقيقيّ” اذا فأمر المسيح الذي هو دينه وتعاليمه بقيت ولا روح فيها لثلاثة أيام في حين أن البهائي حينما يفسر القرءان يقول “وماقتلوه وماصلبوه … وماقتلوه يقينا” معناها وماقتلوا أمره وماصلبوه وماقتلوا أمره يقينا. والسؤال هو اذا كان الامر فعلا كما قالوا أن عدم قتل المسيح يقينا هو عدم قتل أمره فكيف قام أمره من الموت كما قال عبد البهاء في تفسيره لنص الكتاب المقدس؟؟ اما أن أمر المسيح و تعالميه قد ماتت واما انها لم تمت. فان كانت ماتت فقد ناقضوا تفسيرهم للقرءان وان لم تكن ماتت ناقضوا تفسيرهم للكتاب المقدس اذا كيف تقوم من الموت وهي لم تمت أصلا؟؟ سؤال آخر ينضم الي ملايين الاسئلة التي لا جواب لها في المعقتد البهائي.

اذا تبين ان ابن الورقاء كان مجرد حاطب ليل وخاطب ويل نقل مفتريات عباد الصليب دون التمحص فيها و قد أورده ذلك موارد العطب و قد بينا خطأه وخطله و الحمد لله رب العالمين.

كتبه مسلم فور ايفر السباعي

تعليق واحد

  1. نيران said,

    سبتمبر 11, 2010 في 8:00 ص

    هذا الكلام كله مردود ومقام عليه الحجه ولكن العمى الروحى والرياء والهراء الذى يقتنع به بعض الناس


أضف تعليق